رحلتي للوصول الي ملتقي الاعلام الرياضي في القاهرة
ملتقي الاعلام الرياضي الثاني للنادي الدولي ، أمنية رغم الصعوبات تحققت
فلسطين /سام سبورت : حنان الريفي
تلك المجموعة عبر الواتس اب ، جمعتنا من كل الدول ، بعد الاعلان عن ملتقي الاعلام الرياضي للنادي الدولي في القاهرة، بدأنا كخلية نحل نحاول التعارف بعضنا البعض .
ابتدأت رحلتي بالبحث عن طريق لكي اصل الي القاهرة واشارك في الملتقي ، فالتحديات كبيرة والصعوبات اكبر ، ولكن لا يوجد مستحيل على الله والارادة القوية ، وقليل من الحظ ، حصلت على دعوة للمشاركة انا وزميلاتي سمر الحملاوي ونيلي المصري الي جانب يوسف بعلوشة من قطاع غزة وعدد لا بأس به من الضفة الفلسطينية.
هنا اصبحت العقبات تظهر واحدة تلو الاخرى ، فأنا لا امتلك من مقومات المشاركة سواء العزيمة ، فرسوم المشاركة يتكفل النادي الدولي للإعلام بجزء كبير منها والباقي يدفعها المشارك ، الي جانب مواصلاته وتأمين مسكن بعد الانتهاء وكل ما يترتب ماديا للوصول الي مصر والعودة لغزة ، ورغم المبلغ القليل الا انه كبير لمن يعيش في قطاع غزة .
هنا كانت العقبة الاولي ، فأنا لا امتلك تلك المقومات ولكني اطمح بالحضور للملتقي ، تواصلت و حاولت و بحمد الله توفرت لي المشاركة بدفع الرسوم عني – اشكره من القلب - .
وفي طريق تحقيق الوصول للمشاركة كان معبر رفح نافذة العالم للخروج من غزة عقبة اخري لن نستطع كمشاركين ان نجتازها ، ليأتي الحظ وارادة الله ، ان اشارك في الملتقي ، فبعد" 9 "اشهر من التسجيل للسفر للذهاب للعلاج داخل مصر ، كان اسمي حاضرا في كشف السفر في نفس وقت الملتقي ، وكانت مفاجأة سارة لي ، فخرجت من بيتي حاملة (100دولار و400شيكل ) عاقدة العزم على الوصول والمشاركة وتواجد فلسطين بين المشاركين ، وبدأت رحلة تحقيق الهدف حتي الوصول فجراً الي قاهرة المعز .
خليط جميل بدأنا نتعرف عليه على ارض الواقع وثقافات مختلفة ولهجات عربية جميلة اللكنة ، كل مصاعب القدوم لمصر زالت في لحظة كساعة الولادة منسية رغم الالم .
" مرحبا انت حنان من فلسطين ، اهلا بيكي " عبارة كانت تثلج صدري كثيرا ، لان فلسطين حاضرة في الملتقي و لأنني استطعت ان امثلها وزميلي يوسف المتواجد في مصر منذ فترة ، رغم عدم مقدرة باقي الوفد الفلسطيني من التواجد .
دخلت قاعة التدريب في اول يوم للتدريب ، قامات اعلامية كبيرة متنوعة كل له حضور في بلده ، "76 " اعلاميا وعدد مميز من المحاضرين شكل تحدى كبير لي بأن استفيد من كل اعلاميا وتجربته لكي انقلها لنفسي وبلدي .
اللافت ان البلاد العربية المشاركة لم يكن تمثيلها بالملتقى بسيطا بل تجاوز الخمس اعلامين على اقل حد ، وكلهم له بصمة اعلامية رياضية والحضور النسوي كبير ومُلفت ، سوسن من الامارات فراشة المكان ذات ابتسامة هادئة حاولت بقدر المستطاع ان تستفيد وتُفيد من حولها بتجاربها الاعلامية الكبيرة ، اما ريم من الكويت دائما الحضور كثيرة الحركة قريبة من القلب والروح والحاصلة على المركز الثاني في لعبة الدارتس في الملتقي ، الجميلات ، ايمان ذات بحة الصوت المميزة ونرمين من مصر ، كانتا دليلنا لكل شي مصري ، رائعتان بكل معني الكلمة وتستحق نرمين منحة النادي المجانية بالمشاركة في الملتقي القادم فهي رزينة بشكل جميل ، ورفيقتي في الغرفة نور من اليمن ، تحدثنا بكل ما تجول به أنفسنا ، فنحن متشابهتان في المعاناة والحرب ومتشابهتان في الكفاح الاعلامي الرياضي لكي تزهر بلادنا من جديد رياضيا ، فهي ايضا استحقت الحصول على المنحة المجانية ، و جميلات تونس اللواتي يعشقن فلسطين، مروة ، لمياء،عقيلة، نادية ، لمعة عيونهم وهم يستمعون بشغف لحياتنا ومعاناتنا في قطا ع غزة خاصة وتضامنهم الكبير معنا ، وكلمتهم الدائمة "مرحبا بيك في تونس دووم ".
مريم من البحرين المتعصبة لنادي الزمالك وعلى قولها " لي و لإيمان " ، " انتوا اهلاوية خاينين " على سبيل المزاح الجميل بيننا ، كانت جدا سعيدة بوجود يوسف المتعصب لنادي الزمالك ، فهما لم يأتوا معنا لزيارة النادي الاهلي من باب الانتماء لناديهم الام ، " حنان احجزيلي جمبك هيني جاية " استذكرها وابتسم ، تلك المحببة للنفس والقلب فدوي من السعودية ذات طلة بهية بعباءتها السمراء حاضنة الحب لنا كفلسطينيين .
كل هذا الخليط القوى من الاعلاميات الرياضيات يقابله خليط اقوى من الاعلامين الرياضيين من عُمان ، اليمن ، السعودية، ليبيا، فلسطين ، تونس ، الكويت ، مصر ، الاردن، البحرين ، السودان.
كان التدريب اضافة نوعية بين هؤلاء القامات ،لا استطع ان اصف لكم سعادتي وفرحتي حينما زرت النادي الاهلي عشقي الاول ، وتجولنا في مرافقه مع الكابتن احمد شوبير الانسان الجميل الذي تعامل معنا كأننا ابناءه ، ابتسامته تترجم مدى الحب الكبير للجميع ، وهناك تمثال صالح سليم يقبع شامخا في منتصف النادي ، وقاعة مليئة بإنجازات النادي ، والكثير من الصور التقطتها لنفسي تخليدا للحظة تاريخية قد تكون الوحيدة في حياتي في النادي الاهلى .
اصوات الضحكات تتعالي في بطولة لعبة الدارتس ، التي لم نكن نعرف عنها جميعا شيئا ، كان الدكتور يحي عبد القادر رئيس اتحاد المصري للدارتس ، شرح لنا قواعدها وانتشارها وكانت بطولة خاصة للملتقي ، محاولات ثلاثة في كل مرة ثلاث رميات ، باتجاه الدوائر التي تحمل ارقام وحسابات ، يحاول كل منا احراز اهداف له ، لعبتها لأول مرة ، شعرت بتحديها ، فهي لعبة الثبات والصبر والتركيز على الهدف للحصول لمجموع نقاط معين يحقق الفوز ، رغم انها المرة الاولي فقد حصلت على "126" نقطة وهي نقاط عالية مقارنة بالأخرين ولكني لم احصل على المراكز الاولي للبطولة ، لم تفرق معي ما حصلت عليه بقدر ما استفدت منها وسأحاول ادخالها لفلسطين فهي لعبة جميلة جدا .
سأهمس في اذنكم بشيء " مجهود عامين من بداية تأسيس النادي الدولي وحتي يومنا فعلا تكلل بالنجاح الباهر ، حُب المؤسسين لبعضهم وصدق نيتهم بالوصول الي مصلحة الاعلامين الرياضين في كل مكان كان معول نجاح كبير للنادي الدولي ، فكانت البداية في تونس والشرعية في مصر والانتشار في أي مكان سيكون سهلا ، محمد قاسم ، حسين عليان ، احمد شوبير، عدنان بن مراد ، صالح الراشد الجنود المجهولين للنادي الدولي ، ارفع لكم القبعات
اصبحت تترد جملة سمعتها في الملتقي " ان لم تتقدم ستتقادم " في ذهني لكي تكون لي دافعا للأمام ، وكل ما عشته من ايام جميلة كان التحضير للعودة الي قطاع غزة هم كبير وللعودة حكاية اخرى...